مئوية المملكة الاردنية الهاشمية ٢
يخط الأردن وهو على مشارف مئوية تأسيس الدولة، عنوانا مهما جديدا لملامح المرحلة المقبلة للدولة الأردنية التي تحتفل بالمئوية وسط التفاؤل بمستقبل مشرق للوطن والمواطن.
وعلى مدى 100 عام مضت، سطر الأردن قصة النضال والتضحية التي جسدها الهاشميون ومعهم الأردنيون لبناء النموذج الوطني الأكثر استقرارا وإلهاما في المنطقة.
ومع بدء العام 2021 يحتفل الأردنيون هذه الايام بافتخار وتقدير بالمئوية الأولى من عمر الدولة الحديثة، والتي حقق الوطن وبقيادة الهاشميين الحكيمة وإرث الثورة العربية الكبرى الاستقلال والحرية والوحدة وبعزم الاردنيين من مختلف الاصول والمنابت العديد من الانجازات التنموية على مستوى الانسان الاردني محليا وعالميا بالرغم من كل التحديات الاقتصادية وتداعيات الحروب العالمية والاقليمية.
ففي الحادي عشر من نيسان (ابريل) المقبل، يصادف مرور مائة عام على دخول الملك المؤسس عبدالله الأول الى عمان وتشكيل حكومة مركزية برئاسة رشيد طليع والبدء بعدها بتوحيد المناطق الاردنية والشروع بعدها بإعاد ترتيب الشؤون الاردنية وما تلاها من وضع القوانين الجديدة بدلا من القوانين العثمانية.
وأصبح الأردن اليوم بعد 100 عام على التأسيس رقما صعبا في المنطقة والاقليم، فضلا عن كونه عنصرا فعالا في امن واستقرار الاقليم.
ورغم ان تأسيس الدولة جاء وسط إقليم مضطرب ومثقل بالحروب والانقلابات والانقسامات الفئوية والطائفية، إلا أن الهاشميين تمكنوا من بناء دولة حديثة تستند للدستور والقانون والانتماء للعروبة ونبذ بذور الاقتتال.
اليوم، شكل الأردن المعاصر صورة لدى معظم دول العالم وزعمائه على أنه دولة عربية حديثة متطورة، معتدلة سياسيا، ترتبط مع الجميع بعلاقات الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، ويعود الفضل إلى صناعة هذه الصورة الايجابية وبنائها للأردن، إلى السياسة الحكيمة والمواقف التاريخية من ملوك الأردن الهاشميين؛ من جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول، مروراً بجلالة الملك طلال، والملك الباني الحسين بن طلال، وصولا للابن والحفيد الملك المعزز عبدالله الثاني.
ويستمر طموح الملك عبدالله الثاني وطموح شعبه الأردني الوفي من مختلف المنابت والأصول في المئوية الثانية أكبر وأعمق لتحقيق المزيد من إنجازات رؤية الملك الإنسانية والتنموية والسياسية والعربية للأردن وشعبه وللقضية الفلسطينية وامة العرب والإنسانية.
وسيبقى الأردنيون وهم على مشارف الاحتفال بمئوية الدولة شعبا واحدا يحمل هوية عربية إنسانية واحدة، وعلى العهد باقون، يؤمنون ويخلصون للوطن ولقائد المسيرة، ويعملون لتعزيز الثوابت الوطنية والعربية والثقافية التراكمية، مؤمنين بدور قواتنا المسلحة والمؤسسات الوطنية في بناء الوطن وحفظ الأمن الوطني والاستقرار المجتمعي.
ونجح الأردن وهو على مشارف الاحتفال بالمئوية الأولى، بفضل قيادته بتجاوز منعطفات تاريخية، كما تمكن مؤسسوه من تشييد بنيانه على قاعدة مقدرته على التجديد وإعادة الانتاج ومواكبة متغيرات العصر والتكيف الإيجابي معها.
ومنذ 100 عام سارت الدولة الأردنية على مبادئ الثورة العربية الكبرى في الانتقال السلس والواثق من الاستقلال إلى مرحلة إصدار الدستور في عهد الملك طلال بن عبدالله، واستمرت المسيرة في عهد الملك الباني الحسين بن طلال في حماية كيان الدولة وتحصينها وبناء المؤسسات والتنمية وتحديث المجتمع، لتستمر المسيرة في عهد الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين في الازدهار والمنعة والتحديث والاصلاح والنمو والاعتماد الذات.
الاحتفالية هذا العام بتأسيس الدولة الاردنية الحديثة وفي ظل الظروف والاوضاع التي يمر بها العالم اجمع، يؤكدُ منعة الدولة وقوتها وقدرتها على التكيف والتعاطي الايجابي مع تلك الظروف والاوضاع، الامر الذي شكل منعة وحماية لهذا الكيان الوطني على مدى عقود مضت، ووفر له أسباب الاستقرار والازدهار والنهوض وتجاوز الصعاب والتحديات والانجاز والتميز حتى في ظل تلك الظروف.
ويشكل مرور مئة عام على تأسيس الدولة فرصة لأبناء الوطن ليتأملوا ويستلهموا كيف انشأ الهاشميون مجتمعا موحدا متماسكا تحت مظلة دولة قوية مزدهرة، تدفعهم الى المضي قدما للمستقبل بمزيد من العمل والانجاز في العقود الاولى من المئوية الثانية.
مئوية الدولة والاحتفال بها تشكل فرصة للإيمان بقدرات الأردني وبقيم الدولة الأردنية التي رسخت على مدى قرن مضئ، قيم التسامح والاعتدال والوسطية والمنعة والصمود.
تعليقات
إرسال تعليق