مئوية المملكة الاردنية الهاشمية ١
§مدرسة الزرقاء الثانوية الشاملة للبنات§
المعلمة لينا مصطفى
الطالبة شهد وسيم كامل عودة
الصف ١ع/ب
مع دخول العام الجديد تبدأ احتفالات المملكة بمئوية الدولة الاردنية لمرور مئة عام على تأسيس امارة شرق الاردن على يد الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين بن علي وثلة من أحرار العرب والاردنيين الذين التفوا حول راية الثورة العربية الكبرى حالمين بنهضة عربية ووحدة عربية وكيان عربي حر مستقل!
وحيث كانت الامم تعلو بقيمها ؛ شاء الله للدولة الاردنية ان تقوم بالتسامح والمحبة والانتماء وطيبة أهلها على مر العقود السابقة ؛ فكان التلاحم بين القيادة الهاشمية والشعب الابي صاحب الكرامة متلازمان على طول المئوية وكان غياب الدم في حل المشاكل وتغليب التسامح ولغة الحوار وفنجان القهوة الدوار اسلوبا اساسيا في استقرار الحكم والنظام والسلم الاهلي والرضا المجتمعي!
كانت هذه المنظومة تسير جنبا الى جنب مع الرضا الشعبي ومنظومته الاخلاقية المتميزة في النخوة والعفة والرضا والمحبة والفزعة ونبذ الخسة والدناءة ونكران المعروف ؛ وهكذا مضى العقد المجتمعي - كما يحلو للبعض تسميته - غير مكتوبٍ في السطور لكنه محفوظ في الصدور !
اليوم ونحن ندخل العام الجديد نتوجس خيفة على المئوية الثانية وهي تهتز في اركان هذا العقد الاجتماعي؛ فالمعلم الذي شكل في خمسينات القرن الماضي اساس النهضة العلمية في الاردن ؛ والذي جاب القرى والبوادي ليعلم الاردنيين فك الحرف ويرفع هممهم ووطنيتهم ؛ أضحى العوبة وضحية لصراعات سلطوية بين الدولة وواحدة من اكثر الجهات التي ساهمت بطريقة او بأخرى في تثبيت هذه الدولة عبر عقدين على الاقل من العقود السابقة !
لا يمكن ان يتقبل المنطق طريقة تعامل مطبخ القرار مع قضية نقابة المعلمين؛ فإذا كانت جهات ما في الدولة لا تعجبها اسماء اعضاء مجلس النقابة او انتماءاتهم او تصرفهاتهم فهناك الف طريقة لهندسة معالجة هذه الرغبة في تغييرهم ؛ لكن ان يتم ضرب القانون بعرض الحائط وممارسة البلطجة حكوميا وقضائيا وحل النقابة هكذا بلا اي مبررات مقنعة فإن هذه ليست بالتأكيد الطريقة المناسبة للاحتفال لعام مئوية الدولة!
حان الوقت لكثير من المصارحة ومزيد من المكاشفة؛ وحان الوقت ان تتوقف لعبة عض الاصابع ؛ فكيف يمكن للمعلم ان يعطي دروس التربية الوطنية وهو يرى كيف تعامل عقل الدولة مع نقابته التي ناضل لتأسيسها ؟ كيف سيشرح عن الانتماء وهو يجابه بالاغلاق ؟ كيف سيؤسس لجيل يحترم سيادة القانون وهو يشاهد ان انشاء النقابة بقانون لم يحمها من البلطجة ؟
حان الوقت لكثير من المصارحة ومزيد من المكاشفة... ألم نصر على اجراء الانتخابات البرلمانية في عز ذروة الكورونا لأننا يجب ان نثبت اننا بلد ديمقراطي متمسك بمسيرة الاصلاح ؟ اذاً اين ذهب هذا الاصلاح وهذه الديمقراطية حين تعلق الامر بالتعامل مع قضية نقابة المعلمين ؟ أليس العمل النقابي حق من حقوق الانسان إبتداءً؟ ومن متى اذا أخطأ مجلس النقابة تحل النقابة نفسها بدلا من معاقبة المخطئ؟
ما لا أفهمه حقاً هو هذا السكوت النقابي الغريب من النقابات المهنية الاخرى ؛ ولن نستغرب بعد اليوم ان تم حل نقابة المحامين ان اعترضت اكثر على اوامر الدفاع الخاصة بتنظيم السلطة القضائية ؛ ولن نستغرب ان تحل نقابة المهندسين ان اعترض اعضاؤها على قانون الضريبة القادم او تحل نقابة الاطباء ان انتقد اعضاؤها تعامل الحكومة مع ملف كورونا!
نعود ونقول ان هذا البلد بني بحكمة القيادة؛ وعفة الناس؛ ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وقدسوا المال العام في السابق ..... أما وقد وصلنا الى زمن استشرى به الفساد وأصبح هؤلاء الرجال قلة وندرة ؛ وأما وقد أصبح الناس يرون العفة سلعة ولم تعد مبدأً وطغت الاخلاقيات الاستهلاكية على اخلاقياتنا الجميلة ؛ فلم يبق من ذلك المثلث الا الحكمة .... ويبدو ان بعض الطحالب قد بدؤوا بالوسوسة بها ليخلخلوا هذا المثلث العظيم الذي ابقى الاردن صامداً لعقود طويلة وسط النار !
أيها الناس ؛ لا تغيروا المبادئ التي ابقتنا صامدين مئة عام تجاوزنا بها أوطانا كثيرا؛ أوقفوا مسيرة الردة عن الاصلاح ؛ ولنعيد الألق الى قوة القانون ودولة المؤسسات ؛ بذلك فقط نحتفل بالمئوية بالانتماء والانجاز .... أما ان أغمضنا عيوننا وسكتنا لأنه ما دخلنا .... فاقرأ حينها على المئوية الثانية السلام لا سمح الله!
تعليقات
إرسال تعليق